الاثنين,05 مارس , 2012 -00:00 00
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن اجتماع المجلس
الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثانية والعشرين بعد المائه
الذي عقد مساء امس في الرياض كان مثمراً وبناءً ، ونوقشت فيه أعمال اللجان الوزارية
ومشاريع القرارات التي سترفع لقادة دول المجلس ، كما جرى بحث المستجدات السياسية
على الساحتين الإقليمية والعربية .
وقال سموه في البيان الافتتاحي للمؤتمر الصحفي الذي عقد عقب ختام الاجتماع بمقر
الأمانه العامة لمجلس التعاون بحضور معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج
العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني : إنه استناداً على قرار المجلس الأعلى
تصدرت المداولات بحث مقترح خادم الحرمين الشريفين ، بالانتقال من مرحلة التعاون إلى
مرحلة الاتحاد ، وذلك على ضوء نتائج تقرير الاجتماع الأول للهيئة المتخصصة المُشكلة
من دول المجلس لدراسة المقترح من كافة جوانبه . وبين سمو وزير الخارجية أن تقرير
الهيئة عكس اهتماما بنقل مسيرة العمل الخليجي المشترك لمرحلة الاتحاد ، وذلك في
إطار دعم أهداف مجلس التعاون وتعزيز قدراته ، وبما يستجيب للتطورات التي تشهدها دول
المجلس ، والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية ، ويحقق في الوقت ذاته تطلعات
قادة وشعوب دول المجلس بالدفع بالتكامل الخليجي الى آفاق أرحب في كافة المجالات
.
وأضاف سمو الأمير سعود الفيصل يقول :' لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن
تقرير الهيئة ، وفي معرض دراسته للتحول لمرحلة الاتحاد ، حرص على الاستفادة من
تجارب الأمم الأخرى ، مع عدم الإخلال بالأسس والثوابت التي قام عليها مجلس التعاون
، أو المساس بالخصوصية الوطنية لكل دولة ومظاهر سيادتها واستقلالها ، وسوف تستمر
الهيئة المتخصصة في أعمالها ومشاوراتها لبلورة الرؤى والأفكار الخاصة بالاتحاد
والرفع بها لقادة دول المجلس '.
ومضى سموه يقول إن الاجتماع بحث كذلك الأوضاع في اليمن في ظل انتقال السلطة ،
حيث أكدت المداولات أن استقرار الأوضاع في اليمن من شأنه تشجيع المجتمع الدولي
لمساعدته وتمكينه من تجاوز محنته ، كما تدارس الاجتماع تطورات الأزمة السورية ،
وذلك في إطار الجهود العربية والدولية القائمة ، وقال سموه :' نرحب بالنوايا الحسنة
لهذه الجهود ، إلا أنها وللأسف الشديد لم تسفر عن نتائج ملموسة تجاه وقف سفك دماء
الشعب السوري المتنامي ، واتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف المجازر ، وفي الإطار
العام لخطة الجامعة العربية وقرارات مجلسها الوزاري '. وأشار سموه أن الاجتماع بحث
كذلك القمة العربية الثالثة والعشرين المقرر عقدها في بغداد ، وعكست المداولات حرص
دول المجلس على المشاركة التزاماً بقرار الجامعة العربية بدورية القمة . وفيما
يتعلق بمستوى التمثيل قال سمو الامير سعود الفيصل :' إن ذلك سيتوقف على مدى تهيئة
الظروف الملائمة لمعالجة قمة بغداد القضايا الرئيسية بشكل جدي واتخاذ القرارات
الحاسمة بشأنها ، كما أنه لا بد من التعبير عن الاستياء من مواقف بعض الأطراف
العراقية المحسوبة على الحكومة التي تشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدول
مجلس التعاون وخروجاً على الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والاتفاقات السابقة بما في
ذلك التدخل في كل من البحرين والكويت ، وذلك في الوقت الذي تحرص فيه دول الخليج على
التأكيد على وحدة العراق الوطنية والإقليمية واستقلاله وسيادته وعلى عدم التدخل في
شؤونه الداخلية .
السوريون لا يريدون النظام ويرغبون في التسلح للدفاع عن أنفسهم .. ولا يوجد سبب
للنظام أن يقتل الشعب حتى يبقى في السلطة
عقب ذلك أجاب سمو وزير الخارجية على اسئلة الصحفيين حيث قال سموه في اجابته عن
سؤال حول تصريح سموه حول النظام السوري وأنه يجب أن يزول طوعاً أو كرهاً ، وهل يعني
هذا أن المملكة العربية السعودية ترحب بتغيير النظام السوري حتى لو بانقلاب عسكري،
أجاب سموه قائلاً ' الواقع أنا لم أقل شيئاً لم يقله السوريون أنفسهم ، هم لا
يريدون النظام ، والنظام مصر أن يبقى عبئاً على الشعب السوري ، والنظام لا يريده
الشعب ، ولا يوجد سبب يفرض عليه أن يُقتل الشعب حتى يبقى في السلطة ، هل السلطة لها
القيمة أن تضحي بأبناء وطنها بأعداد هائلة أن تبقى في السلطة ، هذا شيء مستنكر ، ما
هو مستنكر وقوف الدول ضد هذا العمل ، ولا هو مستنكر رغبة الدول أنها ترى النزيف أن
يقف ، وإذا كان رغبة السوريين في التسلح للدفاع عن نفسهم فليس هناك حق أقوى من حق
الإنسان في الدفاع عن نفسه وعن عرضه وعن ما يملك ، وهذا ما يطلبه السوريون ، لم
يطلبوا أي شيء للهجوم على أحد ، هم يطلبون الدفاع عن النفس ، من الصعب أنك تمنع
أحداً من الدفاع عن نفسه أمام جور القوات السورية على أبناء جلدتهم ، ونرى ما يحدث
في المدن السورية حمص وحماة وباقي المدن ، الأرض دكت بما يسمى في التعبير العسكري
'كافة مواقعها' ،هذه ما تحتاجها إلا في الحروب مع ألد الأعداء ، فهل السوري أصبح
عدوا للحكومة حتى يستحق هذا التقتيل ، هذا الذي أقصده عندما قلت الكلام الذي قلته'.
وحول القمة العربية القادمة المقرر عقدها في بغداد ، قال سمو وزير الخارجية : '
المشكلة في بغداد ليست حقيقة أمنية كما تقول الصحافة ، المشكلة هناك قضايا رئيسية
إن لم تتوفر الأجواء الطيبة للتعرض لهذه المشاكل الأساسية فحضورنا أو عدم حضورنا لن
يكون له قيمة ، ولكننا على أي حال لن نقاطع القمة ، والقضايا الأساسية هي العلاقة
مع إيران وتدخلها في الشئون الداخلية لدول الخليج وتدخلها في العراق نفسه ، والموقف
من السلاح النووي الإيراني ، ومشكلة البحرين والإمارات مع إيران ، ومشكلة روسيا في
موقفهم من سوريا ، ويجب أن يكون هناك ما أجمعت عليه الجهات السياسة في العراق على
ضرورة الاجتماع على المائدة المستديرة للمصالحة العراقية أملاً عندما نأتي للعراق
يكون العراق موحدا بكل طوائفه وكل أبنائه وهذا سيضفي بلاشك أجواءً ملائمة لعقد
القمة والوصول إلى نتائج ملموسة للقضايا العربية '. وأكد سموه أن المجلس الوزاري
العربي هو من علّق عضوية سوريا في الاجتماعات العربية ، ولم تطلب المملكة العربية
السعودية من الجامعة العربية أو من الحكومة العراقية عدم مشاركة سوريا في القمة
العربية القادمة في بغداد. وبشأن وجود محاولات روسية لإرسال مبعوث رفيع المستوى من
اجل إجراء مفاوضات ومحاولات مع المسؤولين في المملكة لإصلاح موقفها بشأن الأزمة في
سوريا ، أكد سمو الأمير سعود الفيصل أن الأزمة في سوريا مشكلة عربية وليست مشكلة
دول مجلس التعاون فقط وعليهم التوجه إلى الجامعة العربية إن أرادوا الحوار أو
مناقشة موقفهم ، وأن المملكة أصيبت بخيبة أمل من الموقف الروسي.
هناك مشاغبون تعاونوا مع إيران والدولة لم تقصر في توفير ما يلزم من الاحتياجات
للقطيف وغيرها من المدن
وفي سؤال آخر عن الموقف الروسي والموقف الخليجي ومن الدعوة الروسية للاجتماع مع
الخليجيين وهل هناك إمكانية لعقد اجتماع معهم تمهيداً للحصول على موافقتهم على قرار
في مجلس الأمن ، وماهو التحرك الخليجي الجديد فيما يخص الأزمة السورية في حال تعثر
هذا المفاوضات أجاب سمو وزير الخارجية قائلاً ' هم طلبوا الاجتماع في إطار الأزمة
السورية ، وقلنا لهم ، ماقلت لكم إن الخلاف بين الطرفين واسع ، وبالتالي ليس هناك
قواسم مشتركة للتفاهم ، ونحن لم نقطع علاقتنا بروسيا ، نتحاور معهم ، وهناك حوارات
مستقبلية بيننا وبينهم ، وهم من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ، ونتمنى أن
يكون موقفها دائما في مجلس الأمن مع الحق والعدل'.
الأمير سعود
الفيصل يجيب على أسئلة الصحفيين
وفي سؤال عن إن كان هناك موقف حاسم لدول مجلس التعاون أو الجامعة العربية ، كما
حدث أثناء اجتماع أصدقاء سوريا في تونس ، أجاب سمو الأمير سعود الفيصل قائلا ' الذي
نأمله إذا كان هناك أصدقاء لسوريا أن ينصحوها بالكف عن هذه السياسة التي أثبتت عدم
جدواها ، وأن لا يشجعوهم على البقاء بهذا المضمار لأن من يشجعهم على البقاء على هذا
المضمار هو الذي سيدفعهم قريباً أو بعيداً إلى الهاوية '. وأردف سموه قائلا: ' نحن
نتمنى على روسيا وغيرها أن ينصحوا السوريين . نحن نريد حماية الشعب السوري ، وأمن
الشعب السوري ، وأن ينال حريته في هذه الإطار .. هذه ليست مبادئ لا تنسجم مع مبادئ
روسيا .. وبالتالي نأمل أن ينضموا إلينا في محاولة إقناع سوريا بالعدول عن النهج
الذي تسير فيه'.وعن الحل السلمي وهل لا يزال مطروحا في سوريا أم سيكون هناك تصعيد
عسكري في هذه الحالة ، أوضح سمو الأمير سعود الفيصل أنه إذا أوقف القتال ووقف
النزيف والعدوان وأطلق المحتجزين والسجناء فهناك إمكانيات كبيرة لإجراء حوار وحل
سياسي للوضع ، وقال 'لن نذهب بعيدا يمكن يحصل فيها ما حصل في اليمن ، الأمور مطروحة
واعتقد الإخوة السوريون يعرفون ذلك ' ، مؤكداً سموه أن تحديد الوقت من شأن الجانب
السوري ، مضيفا ' الوقت لسنا نحن من نحدده ، نحن نعرض والتوقيت عليهم '. وفي سؤال
مفاده ' هل يمكن طرح آلية جديدة لإيقاف تسليح الجيش النظامي السوري الذي يمارس هذه
المجازر' ، أجاب سموه قائلاً ' الأطراف التي توفر السلاح لسوريا دائما تقول إنها
ليست تاجرة سلاح وإنما هي تبيع السلاح للدول التي تدافع عن نفسها ، فإذا ما كان
يعمله السوريون دفاعاً عن النفس ، للشعب السوري حق لهم يمدوهم بالسلاح ، ولكن لا
اعتقد أنهم يقومون بالدفاع عن أنفسهم بل يقومون بالهجوم على المدن والقرى ويهدمون
المنازل ويعتقلون الأشخاص وكلها أعمال عدوانية '. وأردف سموه قائلا ' الجيش السوري
من الجيوش التي نفتخر بها والتي يحسب حسابها أن تكون دفاعاً ليس عن الشعب السوري
فقط ، ولكن عن الشعب العربي كله وبالتالي عندما يقوم بهذه الأعمال الشائنة فهذا
يحزننا ويؤلمنا أن نرى المدفع السوري موجها لصدر السوريين '. وفي رد على سؤال حول
ربط الأحداث التي تجري في سوريا بما حدث في القطيف والبحرين ، قال سمو الأمير سعود
الفيصل :' هل سمعت عن مذابح حصلت في القطيف أو أي مكان آخر في المملكة ، كيف يمكن
أن تقارن بين هذا وذاك ، هناك مشاغبون لا يمثلون أدبياتنا هناك مشاغبون أخذتهم
العزة بالإثم وتعاونوا مع إيران ويقومون بالشغب والمملكة العربية السعودية لا تفرق
بين أبنائها ، المواطن مواطن مهما كانت عقيدته'.
دول الخليج مستاءة من تدخل بعض الأطراف العراقية في شؤونها الداخلية بما في ذلك
التدخل في البحرين والكويت
وأردف سموه قائلا ' نحن نسعى لتهدئة الأوضاع وإذا كان لهم مطالب ، فالمطالب
طريقها معروف والدولة لم تقصر في توفير ما يلزم تعليم وبنية تحتية ومدارس إلى غيره
من الاحتياجات التي تحتاجها القطيف وغيرها من المدن الأخرى '.
وإجابة على سؤال حول إمكانية قيام دول الخليج بقطع العلاقات مع إيران تجاه ما
تقوم به في المنطقة قال سمو الأمير سعود الفيصل : ' إن قطع العلاقات لا يأتي جزافاً
كذا ؛ قطع العلاقات لازم له مبررات وأسباب وأنا شخصيا لست من الناس المؤمنين أن قطع
العلاقات عمل إيجابي لصالح حل القضايا. وأضاف :' لا أعتقد الذي بيننا وبين إيران
شيء ناجم عن شيء نفعله نحن ، الذي بيننا وبين إيران شيء تقوم به إيران ونحن نريد أن
نفهمهم أن دول الخليج لا تضمر أي شر لإيران بل لا تضمر إلا الخير لإيران'. وأشار
سموه إلى التهجم الذي يقوم به الإعلام الإيراني على دول الخليج ومحاولة تشويه صورة
أبناء هذه المنطقة أمام الرأي العام الإيراني ، وقال سموه :' إن هذا الشيء لا نعرف
مدى صلاحيته ، إذا جاء وقت يريدون أن يحسنوا العلاقات مع الخليج كيف يقنع الشعب
الإيراني أن هذه الدول صديقة وهم يقنعوهم طوال هذه الفترة أن هذه دول معادية، يعني
لا نفهم هذه السياسة لا يحفظون خطاً للرجعة'. وفي سؤال عن المواقف العربية والدولية
التي اتخذت تجاه ليبيا وما يتخذ حالياً تجاه سوريا ، قال سمو الأمير سعود الفيصل :'
الذي أعرفه أن الوضع في ليبيا يختلف عن الوضع في سوريا ، في ليبيا كان فيه فعلا خطر
على اجتياح طرابلس وقتل سكانها فكان التدخل حظر الأجواء وكان ضروريا الإسراع فيه
قبل أن يحدث ما كان يخشى من ذلك وكان يخشى في وقتها من استخدام أسلحة الدمار الشامل
والغازات السامة وكان الوضع خطيراً ، وأما في سوريا بدأت الأمور بشكل مختلف ظهر
الناس في الشوارع تأييداً للحكومة وللإصلاحات التي توفرها الحكومة ، ولكن ثبت أن
هذه الإصلاحات ما هي الآن ذات مصداقية ، وتغير الجو بعد خطاب الرئيس البرلماني ،
أصبح الشعب السوري لا يصدق ما تقوله حكومتهم ، وقوبل هذا بمحاولة القضاء على
المعارضة عسكريا ، وهذا ما نصحناه منه ، خادم الحرمين الشريفين اتصل به ثلاث مرات
لإقناعه بأنه يسير في الطريق الخطأ ، وأنت تسير بالطريق الخطأ ، صحح مسارك إذا أردت
أن تحل المشاكل ليس بهذه الطريقة سيصل الإنسان ، وإذا كان عندك خطة لتحسين وضع
السوريين اترك لغيرك الفرصة أن يقوم بالواجب.
0 التعليقات:
ردودكم تحفزني :)