ذَاتِ الْعُيُونِ الْبَلُّورِيِّةُ بِقَلَمِ خَجَلٍ الْعُيُوْنِ
فِيْ لَيْلَةِ خَمْرِيَّةُ ذَاتِ جَوِّ دَافِئٍ , وَالْقَمَرَ مُعَلَّقٌ فِيْ الْسَّمَاءِ يُعْلِنُ عَنْ جَمَالِهِ مُكْتَمِلَا .
وَفِيْ قُرْبَ نَهْرِ جَارِيَ , تَجْلِسُ فَتَاة ذَاتِ الشَّكْلِ الْغَرْيِبَّ وَشَعْرُهَا الْمُحْمَرّ يُغَطِّيَ وَجْهَهَا , وَلَاتَرَى إِلَا لَمَعَانٍ عَيْنَيْهَا وَدَمْعَةُ حَائِرَةْ عَلَىَ رِمْشُهَا الْطَّوِيْلُ ’ فَإِذَا بِهَا تَرَىَ ظِلَّ شَخْصٍ وَاقِفٌ فِيْ الْظَّلامِ, وَلَاتَرَى مِنْ مَلَامِحِهِ شَيْئا.
وَفِيْ قُرْبَ نَهْرِ جَارِيَ , تَجْلِسُ فَتَاة ذَاتِ الشَّكْلِ الْغَرْيِبَّ وَشَعْرُهَا الْمُحْمَرّ يُغَطِّيَ وَجْهَهَا , وَلَاتَرَى إِلَا لَمَعَانٍ عَيْنَيْهَا وَدَمْعَةُ حَائِرَةْ عَلَىَ رِمْشُهَا الْطَّوِيْلُ ’ فَإِذَا بِهَا تَرَىَ ظِلَّ شَخْصٍ وَاقِفٌ فِيْ الْظَّلامِ, وَلَاتَرَى مِنْ مَلَامِحِهِ شَيْئا.
فَسَأَلَهَا"
قَالَ: مِنْ أَنْتِ وَلِمَاذَا تَجْلِسِيْنَ هُنَا فِيْ هَذَا الْلَّيْلِ الْمُخِيْفُ ؟
قَالَتْ: أَنَّـا! أَنَا! لَا أَعْلَمُ مَنْ أَنَا وَالْجَوُّ الْيَوْمَ جَمِيْلٌ وَأَنَا لَا أُرِيْدُ مُشَارَكَةْ أَحَدٌ ..
قَالَ: مِنْ أَنْتِ وَلِمَاذَا تَجْلِسِيْنَ هُنَا فِيْ هَذَا الْلَّيْلِ الْمُخِيْفُ ؟
قَالَتْ: أَنَّـا! أَنَا! لَا أَعْلَمُ مَنْ أَنَا وَالْجَوُّ الْيَوْمَ جَمِيْلٌ وَأَنَا لَا أُرِيْدُ مُشَارَكَةْ أَحَدٌ ..
قَالَ: لَمْ أَفْهَمْ !؟
قَالَتْ: أُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ وَحْدِيْ , فَفَضْلَا عَدَّ مِنْ حَيْثُ أَتَيْتُ .
قَالَ: لَقَدْ حَيَّرَتْنِيْ ! وَالْمَكَانِ هُنَا لَيْسَ مَلِكَا لَكِ
قَالَتْ: إِحْتَارَ كَمَا تُرِيْدُ وَ لَكِنْ لَا تَتَكَلَّمُ مَعِيَ رَجَاءً .
قَالَ: حَسَنَا
قَالَ: لَقَدْ حَيَّرَتْنِيْ ! وَالْمَكَانِ هُنَا لَيْسَ مَلِكَا لَكِ
قَالَتْ: إِحْتَارَ كَمَا تُرِيْدُ وَ لَكِنْ لَا تَتَكَلَّمُ مَعِيَ رَجَاءً .
قَالَ: حَسَنَا
فَكَانُوُ صَامِتِيْنَ لفَتَرِهُـ ,, فَفَجَأَهُ يَسْمَعُ الْشَّابُّ ! شَهِيْقُ الْفَتَاةْ فَقَدْ كَانَتْ تَبْكِيْ ’
فَتَأَمَّلْهَا .. يَاإِلَهِي إِنَّهَا مَلَاكُـ فَلَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا قَدْ يُضَايِقَهَا الَىَّ هَذِهِ الْدَرَجَةِ , فَتَرَدَّدَ بِأَنَّ يَتَكَلَّمُ فَزَادَ بُكَاءَهَا ,,
فَتَأَمَّلْهَا .. يَاإِلَهِي إِنَّهَا مَلَاكُـ فَلَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا قَدْ يُضَايِقَهَا الَىَّ هَذِهِ الْدَرَجَةِ , فَتَرَدَّدَ بِأَنَّ يَتَكَلَّمُ فَزَادَ بُكَاءَهَا ,,
فَحَنَّ عَلَيْهَا وَتَرَدَّدَ بِأَنَّ يُكَلِّمُهَا وَبَعْدَ تَرَدُّدٍ طَوِيْلٌ ,
تَكَلَّمَ قَائِلا :
يَاذَاتَ الْعَيْنِ الْبَلُّورِيِّةُ قَوْلِيْ مَابِكَ فَقَلْبِيْ رَقٍّ
لَكِ وَأُرِيْدُ أَنْ أُعَرِّفَ مَا الَّذِيْ أَبْكَى هَذِهِ الْعَيْنَ
الشَّفَافَهْ .
نَظَرَتْ لَهُ الْفَتَاةْ بِنَظْرَةٍ حَارِقَةٌ ,
فَقَالَتْ: وَمَنْ أَنْتَ لِكَيْ تَتَأَمَّلُنِي وَ تَرَكَّزَ فِيْ مَلَامِحِيْ ..
فَأَدَارَتِ بِوَجْهِهَا عَنْهُ , وَظَلَّتْ تُرَاقُبُ الْسَّمَاءِ وَتُتَمْتِمُ بِكَلِمَاتِ مُبْهَمَهْ لايَفْهَمُهَا إِلَا هِيَ .
فَوَقَفَ الْشَّابُّ ذَاهِبَا وَاخْتَفَىَ بَيْنَ الْأَشْجَارِ وَيُراقُبِهَا .
فَإِذَا بِهَا تَتَحَرَّكُ وَتُدْخَلُ فِيْ الْنَّهْرِ وَتَنْظُرُ الَىَّ الْقَمَرَ وَتَتَحَدَّثُ بِصَوْتِ عَالِيْ
: أَنْتَ وَحِيْدُ مِثْلِيّ وَلَيْسَ لَدَيْكِ أَحَدٌ فَلنُّوَاسِيّ بَعْضُنَا , أَرْجُوْكَ اسْمَعَ لِيَ فَأَنَا مَلَلْتُ الْحَيَاةِ , وَأَكْرَهُ كُلَّ شَيْ وَأَكْرَهُ الْكَوْنِ وَأَكْرَهُ كُلَّ الْبَشَرْ , كُلُّهُمْ لَا يُهِمُّهُمْ شَيْئا فَأَرْجُوَكَ كُنْ مَعَيْ ,,
: أَنْتَ وَحِيْدُ مِثْلِيّ وَلَيْسَ لَدَيْكِ أَحَدٌ فَلنُّوَاسِيّ بَعْضُنَا , أَرْجُوْكَ اسْمَعَ لِيَ فَأَنَا مَلَلْتُ الْحَيَاةِ , وَأَكْرَهُ كُلَّ شَيْ وَأَكْرَهُ الْكَوْنِ وَأَكْرَهُ كُلَّ الْبَشَرْ , كُلُّهُمْ لَا يُهِمُّهُمْ شَيْئا فَأَرْجُوَكَ كُنْ مَعَيْ ,,
فَسَكَتَتْ .. وَلَمَحتُ الْشَّابُّ مُخْتَبِئَا
فَتَقَدَّمَ لَهَا قَائِلا : أَنَا الَّذِيْ أَرْجُوْكَ أَنْ تَتَكَلِّمَيْ , سَأَكُوْنُ مَعَكَ وَأَحْفَظُ سِرِّكَ فَقَطْ قَوْلِيْ مَنْ أَنْتِيْ
قَالَتْ بَعْدَ صَمْتُ طَوِيْلٌ: هَلْ سَتَسْتَمِعُ إِلَىَ الْاخَرِ
وَرَدَ فَرَحَا : نَعَمْ سَأَسْتَمِعُ لَكِ صَدِّقِيْنِيْ وَلَنْ أَمَلّ كَذَلِكَ !
قَالَتْ: أَنَا الامِيْرةً وَأَنَا الْاسِيْرةً وَأَنَا الْمُتَمَرِّدَةِ وَأَنَا الْمُتَعَالِيَةْ وَأَنَا الْمَحَبَّةِ .
قَالَ: لَمْ أَفْهَمْ!
قَالَتْ: أَنَا الامِيْرةً
لِأَنِّيَ دَائِمَّا لِوَحْدِيْ وَأَحْفَظُ كَرَامَةً نَفْسِيْ , وَلَا
أَحْتَكُّ بِأَحَدٍ مِنْ الْبَشَرِ فَأُسَمِّيَ نَفْسِيْ أَمِيْرَةُ .
فَقَالَ:لِمَا أَنْتِيْ أَسَيْرَةُ
قَالَتْ:
أَنَا اسِيْرَةُ حُزْنِيْ " حُزْنٍ ـأَبِيْ وَامِّيْ تُوُفِّيَا
وَتَرَكَانِيُّ وَحِيْدَةُ, وُأَسِيَرَةَ هَمِّيْ لِأَنَّ هُنَاكَ مَنْ
يُحَاوِلُ أَيذَائِيّ , وُأَسِيَرَةَ الْدُّنْيَا لِأَنِّيَ لَمْ أَجِدْ
مِنْهَا مَخْرَجا ..
فَتَأَمَّلْهَا فَقَالَ: وَلِمَاذَا أَنْتِيْ الْمُتَمَرِّدَةِ ,
قَالَتْ:
مُتَمَرِّدَةِ لِأَنِّيَ مَلِكٌ لِنَفْسِيْ وَأَتَصَرَّفُ عَلَىَ هَوَايَ
وَأَكُوْنُ خَارِجَةٌ عَنِ الْقَانُوْنِ وَلَكِنْ فِيْ حُدُوْدِ
مُعَيَّنَةٍ
وَقَالَ: وَلَمَّا أَنْتِيْ مُتَعَالِيَةٌ
قَالَتْ:
لِأَنِّيَ أُكْرِهَ الْمُتَكَبِّرِيِنَ فَأَتَعَالِيّ عَلَيْهِمْ
بِأَخْلاقِيْ وَأَنْزَلَ مِنَ قَدْرَهُمْ لَأَعْلَمُهُمْ فَقَطْ بِأَنَّ
لَافَرْقَ بَيْنَنَا
فَتَأَمَّلْهَا بِإِعْجَابٍ وَقَالَ : وَلَمَّا أَنْتِيْ مَحَبَّةً
قَالَتْ:
لِأَنِّيَ أُحِبُّ الْأُمُّ وَالْأَبُ وَانَا لَمْ أَحْضَى بِحُبِّهِمْ ,
وَأَحَبُّ الْأَيْتَامِ لِأَنَّهُمْ مِثْلِيّ تَمَامَا , وَأَحَبُّ كِبَارُ
الْسِّنِّ وَأَهْتَمُّ بِهِمْ لِأَنِّيَ فَقَدَتْهُمْ .
فَقَالَ لَهَا: لَقَدْ أَعْجَبَتْنِيْ حَقّا بِكَلَامِكَ وَلَكِنَّ مَالَّذِيْ يُبْكِيْكَ وَأَنْتَ لَا خَوْفِ عَلَيْكَ ..
رُدَّتْ مُنْدَفَعَةً:
لَا شَيْ جَمِيْلٌ فِيْ الْحَيَاةِ أُرِيْدُ الْمَوْتَ , أَجْمَلَ
وَافْضَلَ مَنِ مُقَابَلَةِ الْبَشَرِ. لَاشَيْ يَسْتَحِقُّ الْعَيْشِ
صَدَقَنيّ أَنِ الْدُّنْيَا بَذِيْئَةٍ تُعِزُّ مَنْ تُرِيْدُ وَتُذِلُّ
مَنْ تُرِيْدُ وَأَنَا أذَلْتَنِيّ , نَعَمْ أَثِقُ بِقَدْرِي وَلَكِنِّيْ
تَعِبَتْ مِنْهَا وَلَا أُثْقِ بِأَحَدٍ وَلَيْسَ مَعِيَ لاصِدِيقَةً وَلَا
أُخْتَ يُعَاونَانِيّ عَلَىَ تَعَبِيْ فَقُلْ لِّيَ لِمَاذَا أَعِيْشُ ,
أَناأَقُتّلَ فِيْ الْيَوْمِ مْلْيُوْنِ مَرَّهْ وَلَا أَحَدٌ يُبَالِيْ ..
فَإنصِدّمْ
الْشَّابُّ مِنْ كَلَامِهَا وَيُحَدِّثُ نَفْسِهِ فَتَاة بِهَذَا
الْجَمَالِ وَالْرِّقَّةُ وَتَفَكُّرٍ بِالْمَوْتِ يَجِبُ أَنْ أُقْنَعَهَا
.
فَتَكَلَّمَ بِكُلِّ ثِقَةٍ: تَأَكَّدِيْ
أَيَّتُهَا الْأَمِيرَةُ " لَوْ عِشْتِي الْحَيَاهْ كَمَا هِيَ
وَتَفَكَّري بِعَقْلِكَ, فَفَكِّرِي بِالْأَشْيَاءِ الْجَمِيْلَةُ لَكِ
وَتَذَكَّرِيْ أَنَّ هَذَا قَدْرُكَ وَيَجِبُ أَنْ تُؤْمِنِيْنَ بِهِ ,
وَتَثْقِي بِهِ صَدِّقِيْنِيْ إِنَّ الْحَيَاةَ جَمِيْلَةً وَلَكِنَّ
فِكْرِيٌّ كَيْفَ تَعِيْشِيْنَ فِيْهَا , ابْحَثِيْ عَنْ الْشَّيْ الَّذِيْ
الَّذِيْ يُسْعِدْكَ وَتَذَكَّرِيْ : " قُدِّرَ الْلَّهُ أَنْ تَكُوْنِيْ
هَكَذَا وَاحْمَدِيُّ رَبِّكَ عَىَ مَاانَتِيّ عَلَيْهِ"
إِنَّ
الْحَيَاةَ فَانِيَةٌ فَتَمتَّعيِ بِهَا وَكُوْنِّيْ رَاضِيَةً عَنْ
نَفْسِكِ وَ تَكُوْنِيْ قَوِّيَّة وَلَكِنْ غَيْرِيّ نَفْسَكَ مِنَ
الْدَّاخِلِ ثُمَّ مِنْ الْخَارِجِ , وَانْصَّتِيّ الَىَّ كَلَامِيَّ
ونَفّذِيْهُ , تُرِيْدِيْنَ حَيَاةً سَعِيّدَةٌ وَكُوْنِّيْ كَمَا أَنْتِيْ
وَتُغَيِّرِي لِلْأَفْضَلِ وَلاتَحَبْطيّ نَفْسَكَ
فَسَكَتَتْ الْفَتَاةْ طَوَيْلَا ثُمَّ قَالَتْ:كَلَامُكَ
صَحِيْحٌ أَنَا دَوْمَا أَحْبَطَ نَفْسِيْ وَأَحُطّ مِنْ قَدْرِهَا
فَأَكُوْنَ ضَعِيْفَةٌ وَلَكِنْ مِنَ الّانِ سَأَكُوْنُ سَعِيْدَةً وَلَنْ
أَهْتَمُّ بِأَحَدٍ
فَفَرِحَ
الْشَّابُّ بِكَلَامِهَا وتَسَامْروَ عَلَىَ ضَفَّةِ الْنَّهْرِ إِلَىَ
أَنْ ظَهَرَتْ الْشَّمْسِ مُعْلِنَةً عَنْ يَوْمِ جَدِيْدٍ .
حِكْمَتِي:
لِتَسْعَدَ
فِيْ حَيَاتِكَ لَاتَهْتَمْ بِأَحَدٍ وَكُنْ كَمَا أَنْتَ إِمَّا أَنْ
تَتَغَيَّرَ لِلْأَفْضَلِ أَوْ لَا تَتَغَيَّرُ فَأَرْفَعُ مِنْ قَدَرِ
نَفْسَكَ وَابْعَدْ عَنْ الْحُزْنِ وَابْحَثْ عَنْ مَايُؤْنُسّكِ
أَتَمَنَّىْ لِلْكُلِّ حَيَاةً سَعِيّدَةٌ
ملحوظة: كلماتي لا اسميها خاطرهـ إنما فضفضة عمقي الذي لاقاع له ..
والله روعه ,, استمري ,,استمري
ردحذفتسسلم .. الروعه تواجدك بمدونتي :)
حذفرئع هو طرحك للقصه وتنسيقك للجمل بطريقه تمتع القارئ
حذفربطك بين االقمر والوحده هو وحده دليل الذكاء بربط الامور اهنئك فقد لمستي في قلبي شيئا يعلن عن حياة زاهيه رغده الوان الامل فيها تجذب القناعه
عزيزتي استمري فصوتي معك